390 كتاب: النَّظْمُ المُسْتَعْذَبُ فِي تفْسِير غريبِ ألْفَاظِ المهَذّبِ الصفحة - عظمة الاسلام

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

السبت، 5 يونيو 2021

390 كتاب: النَّظْمُ المُسْتَعْذَبُ فِي تفْسِير غريبِ ألْفَاظِ المهَذّبِ الصفحة




قَوْلُهُ: "الْوَلَدُ لِلْفِراش" أَىْ: لمالِكِ الْفِراشِ، وَهُوَ: الزَّوْج، أَوْ لمالِكِ الْأمَةِ؛ لأنَّهُ يَفْتَرِشُها بِالْحَقِّ، وَهَذا مِنْ مُخْتَصَرِ الْكَلامِ، وَهُوَ عَلى حَذفِ مُضافٍ، كَقَوْلِهِ تَعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (¬51) أَىْ: أَهْلَ الْقَرْية. وَالْفِراشُ: الزَّوْجَةُ، يُقالُ: افْتَرَشَ فُلانٌ فُلَانَةً: إِذا تَزَوَّجَها، وَيُقالُ لِامْرَأَةِ الرَّجُلِ: هِىَ فِراشُهُ، وَإِزارُهُ، وَلِحافُهُ.
قَوْلُهُ: "وَلِلْعاهِرِ الْحَجَرُ" الْعاهِرُ: الزّانِي: يُقالُ: عَهَرَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ يَعْهَرُ عَهْرًا (¬52): إِذا أَتاها لِفُجورٍ، وَالْعَهْرُ: الزِّنى، وفِى الْحَديثِ: "اللَّهُمَّ أَبْدِلْهُ بِالْعَهْرِ الْعِفَّةَ" (¬53).
وَمَعْنَى: "وَلِلْعاهِرِ الْحَجَرُ" أَىْ: لا شَيْىءَ لَهُ فِى نَسب الْوَلَدِ، وإِنَّما يَسْتَحِقُّ الْحَجَرَ الَّذى لا يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ يُرْمَى بِالْحَجَرِ وَيُطْرَدُ. وَقَوْلُ مَنْ قالَ: إِنَّهُ يُرْجَمُ الْحَدَّ بِالْحَجَرِ لَيْسَ بِشَيْىءٍ؛ لأنَّهُ لَيْس كُلُّ زانٍ يَجِبُ رَجْمُهُ، وَهَذا كَما قالوا فِى مَعْنًى: لَهُ التُّرابُ، أَىْ: لَا شَيْىءَ لَهُ.
وَرُوِىَ أَنَّ أَبا الْعَيْناءِ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ، وَكانَ أَعْمى، فَأَتاهُ النَّاس يُهَنِّئُونَهُ بِهِ، فَأَتَى الْجَمَّازُ فِى جُمْلَتِهِمْ، فَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَجَرًا وَمَضَى، فَتَكَلَّم بِذَلِكَ فَقالَ: أَتَدْرونَ ما أَرادَ لَعَنَهُ اللهُ؟
قالوا: لا، قال: أَرادَ قَوْلَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -: "الْوَلَدُ لِلْفِراش وَلِلْعاهِرِ الْحَجَرُ".
[تَمَّ الكِتابُ بِحَمْدِ اللهُ وَعَوْنِهِ، وَالْحَمْدُ لله أَوَّلًا وَآخِرًا، وَظاهِرًا وَباطِنًا، وَالْحَمْدُ لله وَحْدَهُ، وَصَلاتُهُ عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِهِ، وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسلْيمًا كَثيرًا طَيَّبًا مُبارَكًا].
¬__________
(¬51) سورة يوسف آية 82.
(¬52) كذا في القاموس (عهر) وفي اللسان: عَهَر إِليها يَعْهَر عَهْرًا وفي المصباح: من باب تعب ومن باب قعد لغة وأكثر اللغويين على تعديته بالحرف، كأنه ضُمِّن معنى زنى.
(¬53) غريب ابن الجوزى 2/ 137، والنهاية 3/ 326.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

الأحاديث

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

عن الموقع

author عظمة الاسلام <<  الحمد لله الذي من علينا بنعمة الإيمان ورحمنا ببعثة خير الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. إن الإسلام دين جامع لكل معاني الكمال في كل جوانب الحياة، وناظم لكل أفراد ...

اعرف المزيد ←