الخصال التي يطلب منها الخير - عظمة الاسلام

Post Top Ad

Post Top Ad

الأربعاء، 1 يناير 2020

الخصال التي يطلب منها الخير


quran0122

3dlat.com_13932031481

3046753t9lf0qz5pu

وطالب الخير لا يستغني عن خمس خصال سوى ما يحتاج فيه الى علم حدود الاعمال واحكامها وادائها الى الله تعالى خالصة مخلصة مشوبة بالصدق كما امر وفرض وسن في الاوقات التي امر وفرض

صاحب الخير العامل به لا يستغني عن الصدق والصواب والشكر والرجاء والخوف


اقرا ايضا :قصر الأمل

الصواب

3046753t9lf0qz5pu

اما الصواب فالسنة والسنة ليس بكثرة الصلاة تدرك ولا بكثرة الصيام والصدقة ولا بالعقل والفهم ولا بغرائب الحكمة ولا بالبلاغ والموعظة ولكن بالاتباع والاستسلام لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والائمة الراشدين من بعده

وليس شيء اشد تهمة ولا اكثر ضررا على السنة من العقل فمتى

اراد العبد ان يسلك سبيل السنة بالعقل والفهم خالفها واخذ في غير طريقها



اقرا ايضا :ذم طول الأمل

الصدق

3046753t9lf0qz5pu

واما الصدق ففي اربعة اشياء

تعمل العمل ثم لا تريد على ذلك جزاء ولا شكورا الا من الله تعالى ولا تبطله بالمن والاذى ومنه صدق اللسان في الحديث وقد يصدق في حاله بلسانه وهو عاص لله تعالى في صدقه وهو المغتاب والنمام


الشكر

3046753t9lf0qz5pu

واما الشكر فمعرفة البلوى فإذا عرف ان كل نعمة فهي من الله

لا غيره وانما هي بلوى يختبر بها عبده شكر ام كفر وكل سوء صرف عن العبد فالله تعالى صرفه ليشكره عبده او يكفره فهذا من الشكر
فإذا عرف العبد هذا انه من الله وعده من نعمه عليه ولم يدخل فيه احدا نفسه لا غيرها فقد شكره فالشكر متفاوت والناس فيه متباينون متصاعدون وهذا ادناه واما اعلاه فلا يبلغه احد وليس له حد
ومنه ايضا وهو يشبه ما وصفنا الا انه اصل الشكر ان يعرف العبد ان ما به من نعمة فمن الله بقلبه علم يقين لا تخالطه الشكوك فإذا عرف بقلبه ذلك ذكره بلسانه فحمده عليه ثم لم يستعن بشيء من نعم المنعم على شيء مما يكره المنعم
واعلا من ذلك من الشكر ان تعد كل بلاء نزل بك نعمة لان لله من البلاء ما انزله بغيرك اشد واعظم من الذي انزله بك
والناس يحتاجون عند ذلك الى الصبر وهو قائم بالشكر


الرجاء

3046753t9lf0qz5pu

واما الرجاء فهو ان ترجو قبول الاعمال وجزيل الثواب عليها

وتخاف مع ذلك ان يرد عليك عملك او يكون قد دخلته آفة أفسدته عليك
والراجون ثلاثة
رجل عمل حسنة وهو صادق في عملها مخلص فيها يريد الله بها ويطلب ثوابه فهو يرجو قبولها وثوابها ومعه الاشفاق فيها
ورجل عمل سيئة ثم تاب منها الى الله فهو يرجو قبول توبته وثوابها ويرجو العفو عنها والمغفرة لها ومعه الاشفاق الا يعاقبه عليها
واما الثالث فهو الرجل يتمادى في الذنوب وفيما لا يحبه لنفسه ولا يحب ان يلقى الله به ويرجو المغفرة من غير توبة وهو مع ذلك غير تائب منها ولا مقلع عنها وهو مع ذلك يرجو
فهذا يقال له مفتر متعلق بالرجاء الكاذب والاماني الكاذبة والطمع الكاذب
والقيام على هذا يقطع مواد عظمة الله من قلب العبد فيدوم اعراضه عنه ويأنس بجانب مكر الله ويأمن تعجيل العقوبة وهذا هو المفتر المخدوع المستدرج
واما امثالنا من الناس فينبغي ان يكون الخوف عندهم اكثر من الرجاء لان الرجاء الصادق انما يكون على قدر العمل بالطاعات


الخوف

3046753t9lf0qz5pu

والخوف على قدر الذنوب فلو كان الرجاء يستقيم بلا عمل لكان المحسن والمسيء في الرجاء سواء وقد قال الله تعالى { الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله } وقال { إن رحمة الله قريب من المحسنين }

ومعنى الحديث الذي جاء لو وزن رجاء المؤمن وخوفه لاعتدلا ينبغي ان يكون خاصا بين اهله وهو قبل الحديث الاخر المؤمن كذي قلبين قلب يرجو به وقلب يخاف به فإنما هو اذا احسن رجا واذا اساء خاف مع التوبة والندم والاقلاع

فأما من عرف نفسه بكثرة الاساءة فينبغي ان يكون خوفه على قدر ذلك ورجاؤه على قدر ما يعرف من نفسه من الاحسان لان الرجاء على قدر الطلب والخوف على قدر الهرب

البلوي والاختبار

3046753t9lf0qz5pu

القرآن يقرر الابتلاء بالدنيا كلها

واعلم أيقن أن الدنيا كلها كثيرها وقليلها حلوها ومرها وأولها وآخرها وكل شيء من أمرها بلوى من الله تعالى للعبد واختبار

وبلواها وان كثرت وتشعبت واختلفت فهو مجموع كله في خلتين في الشكر والصبر فإما ان يشكر على نعمة او يصبر على مصيبة

قال الله تعالى { إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا }

وقال { ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض }

وقال { ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم }


وقال { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون }
وقال { خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا }
وقال { ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم }
واكثر من ذلك في كتاب الله تعالى
وانما كانت بلوى آدم عليه السلام أقل من آية في كتاب الله تعالى { ولا تقربا هذه الشجرة } وهو كله لك بلوى

اكثر الفتنة في الناس

3046753t9lf0qz5pu

وان اكثر ما بلي به العبد من اهل الدنيا الناس وافتن الناس لك واكثرهم لشغلك انما هو بمعارفك منهم واشغل معارفك لك واكثرهم عليك فتنة من انت بين ظهرانيهم ينظرون اليك وتنظر اليهم ويكلمونك وتكلمهم

فإنك من لم يعرفك من أهل زمانك ولم تعرفه ولم تسمع به كأنك

لم تبتل بهم وكأنهم لم يبتلوا بك وكأنهم لم يكونوا من هذه الدنيا التي انت فيها
فأرجع في صبرك إلى الله واستعن به وانقطع اليه واستانس بذكره وأقلل من الخلطاء ما استطت بل اترك القليل أيضا تسلم لقول الله تعالى { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا } فاهرب من الفتنة
فرجع صبرك الى معارفك ومن انت بين ظهرانيهم فنظرك اليهم فتنة ونظرهم اليك فتنة وكلامك معهم فتنة وكلامهم معك فتننة وجفاؤك لهم فتنة وجفاؤهم لك فتنة وكرامتهم لك فتنة وكرامتك لهم فتنة لك
واعتبر من ذلك بموضع تمر فيه فيه معارفك وموضع تمر فيه ليس فيه احد يعرفك
وهكذا شهوات المطعم والملبس وشهوات العين ما يحل النظر اليه وما لا يحل النظر اليه مما كان من ذلك في غير البلدة التي انت فيها فأنت منها سليم وفتنتها مصروفة عنك ان شاء الله تعالى لان مؤنتها ساقطة وهكذا انت في جميع امورك

الابتلاء في العمل

3046753t9lf0qz5pu

وعملك الذي تعمل انما هو فتنة انت فيه تريد ان توقي اعين الناس واكثرهم من يعرفك بالخير فأعمالك لك فتنة

ان حججت فكنت خاليا ليس معك من يعرفك بالخير وتعرفه كان اسلم لك والا فهو فتنة فانظر كيف تسلم منها

وان خرجت من بلدة انت فيها معروف بالخير فخرجت منها وهم لا يعلمون اين تريد فهو اسلم لك وان علموا فهو فتنة فانظر كيف تسلم منها

وكذلك الغزو وبلوى اهل الغزو وما ينوبهم في مغازيهم من الفتنة والبلية اعظم من بلية غيرهم من الذين يعملون اعمال البر وهم قبل ان يدخلوا في هذه الاشياء في عافية فإذا دخلوها جاءت الفتنة من التحاسد بعضهم لبعض وطمعهم فيما يرجون من السهام وطمعهم في الحملان وما يجعل للناس في سبيل الغزو

ولقد سمعت رجلا من المذكورين من اهل الغزو وممن له غناء عند لقاء العدو واسم عظيم في المطوعة يقول الخيل قد خرجت ولم

يقض لي الخروج فيها أما السلامة فأحب ان يسلموا ولكني أكره أن يغنموا وليس أنا فيهم
ولقد رأيت من يغار على ما يقوى به بعض الغزاة حيث لم يعط هو وأعطي غيره كما يغار الرجل على بعض حرمه ولقد رأيت من غزا ولم يغنم ود ان لم يكن غزا
ولا يؤمن يا أخي على كل من دخل في عمل من أعمال الدنيا والاخرة جميعا إذا لحقتهم في عملهم الآفات التي تفسد الاعمال ان يدخل عليهم الشيطان فيها من العيوب والفتن مثل هذا وأكثر من هذا
فليحذر الرجل على كل عمل يعمله من أعمال الدنيا والاخرة وليراقب الله فيه ويعامله بضمير خالص ويحذر اطلاع الله على فساد ضميره ويحذر اطلاع المخلوقين على عمله فإن كناس الحشوس أكرم من هذا الصائم وهذا المصلي وهذا القائم وهذا الغازي الذي يكره ان ينال المسلمون من غنائم الروم والجالس في بيته ببغداد يحب ان يغنموا منهم
فاحذر رحمك الله من قرب منك وقربت منه فإن الذين بعدوا منك وبعدت منهم سلموا منك وسلمت منهم
يود أقوام غدا انهم لم يكونوا سمعوا بآذانهم كثيرا من أعمالهم التي هي في رأي العين يرجى لصاحبها عليها الثواب الجزيل والدرجات الرفيعة ويغيطون من لم يكن عمل مثل ما عملوا كثيرا من حسناتهم وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحسبون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

عن الموقع

Untitled عظمة الاسلام <<  الحمد لله الذي من علينا بنعمة الإيمان ورحمنا ببعثة خير الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. إن الإسلام دين جامع لكل معاني الكمال في كل جوانب الحياة، وناظم لكل أفراد ...

اعرف المزيد ←

انتباه! تم الكشف عن مانع الإعلانات!

يرجى تعطيل برنامج حظر الإعلانات أو وضع القائمة البيضاء لموقعنا على الويب.

تحديث طريقة الإيقاف